القائمة الرئيسية

الصفحات


الخطوة الاولى - أتأمل و ألاحظ : اليك عزيزي المتعلم الصورة أعلاه ( اضغط عليها للتكبير ) ، حاول تأملها و استكشاف الأشياء و العناصر التي تتكون منها.

↶ لنحاول أن نقوم بتحليل أولي للصورة و عناصرها :
👈 يوجد بالصورة في الوسط شكل يرمز إلى الدماغ الانساني ، مقسم إلى يمين و يسار و يوحد أجزاء الصورة .
👈 على يسار الصورة : توجد رسومات تخطيطية و أناس في وضعيات مختلفة ؛ تعبر الصورة عن علوم و تقنيات إضافة إلى اشخاص يزاولون مهنا معينة و يتبادلون أفكارا.
👈 على يمين الصورة : توجد أشكال ورسومات تعبر عن فنون متعددة ( موسيقى ، رسم ... ) .

الخطوة الثانية - أتأمل و أحلل: تأمل الصورة مجددا و حاول أن تفكك ما ترمز إليه الأشكال و الرموز التي حددناها سابقا.

👈  في وسط الصورة :
↶ يرمز الدماغ إلى مختلف الأنشطة الإنسانية التي يزاولها في حياته اليومية ؛ هذه الأنشطة هي ما يحيل إليها يمين و يسار الصورة .

👈 على يسار الصورة :
↶ في الجزء العلوي ؛ تحيل العناصر إلى مختلف التقنيات و الأدوات العلمية التي ابتكرها و اكتشفها الإنسان ، و التي يعمل على تبادلها مع بني جنسه قصد الاستفادة منها و تطويرها .
↶ في الجزء السفلي ؛ تشير العناصر إلى الشغل الإنساني الذي بواسطته حقق الإنسان تلك الأدوات و التقنيات أعلاه .

👈 على يمين الصورة :
↶ تعبر تلك الأشكال على مختلف الإبداعات الإنسانية ، سواء المادية منها ( الدراجة ، المذياع  ، البيانو ... ) أو الرمزية و الروحية منها ( الموسيقى ، الرسم ، الصور ...) .
 
👈 انطلاقا من تحليلنا للصورة فالإنسان تمكن من ابتكار تقنيات و أدوات بفضل العلم ، و هو عندما يقوم بذلك فهو يشتغل ، و عندما يشتغل فهو ينتج  - إضافة إلى التقنيات - أشكال أخرى رمزية و مادية تنير حياته و تعطي لها ذوقا ينفرد به عن باقي الكائنات .

الخطوة الثالثة - أعيد تفكيك ما توصلت إليه من معلومات و أحدد خصائصه .

☝ بناء على ما سبق فالإنسان يقوم بعدة أنشطة و يزاولها يوميا ؛ و من بينها :
👈 الشغل : بواسطته يقوم الإنسان بإنتاج ما يحتاج إليه في حياته اليومية ، و به كذلك تمكن من إنتاج أدوات و تقنية بإيعاز من العلم .
👈 التبادل : بواسطته يعمل الإنسان على تنظيم علاقاته مع بني جنسه و يزود بواسطته حاجيات الأخرين .
👈 الفن : من خلاله يبدع الإنسان في ترجمة أحاسيسه و يضفي عليها بعدا جماليا .

الخطوة الرابعة - أعيد تفكيك ما توصلت إليه من معلومات و أقوم بربطه بعنوان المجزوءة ( الفاعلية و الإبداع ).

👈  لنحاول أن نصنف تلك الأفعال و الأنشطة الإنسانية ، و نحدد منها ماينتمي للفاعلية و ما ينتمي للإبداع .
 لاشك عزيزي المتعلم ، أنك وجدت صعوبة بالغة في تحديد ما ينتمي للفاعلية و ما ينتمي للإبداع ، إذ أن اللحظة التي يصنع فيها الإنسان " تقنيات " فهو يبدع و يبتكر و يمارس " شغلا " كذلك و ينتج بذلك منتوجات " يتبادلها" مع الأخرين و حتى عندما يرسم أو يغني ( فنا ) فهو يبدع و يشتغل و يتبادل هذه الإبداعات الرمزية .
👈 كيف يمكننا إذن فهم هذا الطابع المركب لفاعلية الإنسان و إبداعه ؟ كيف يتعالق الجانب الأداتي التقني في عمل الإنسان مع المكون الفكري / النظري و العلمي لديه ؟ هل ما يجعل الشغل خاصية مميزة للإنسان هو جانبه الفكري الإبداعي أم الضرورة الاجتماعية لتبادل الخيرات المادية ؟ و هل يتبادل فقط هذه الخيرات المادية أم يحتاج إلى تبادلات رمزية تتخذ شكل فنون ؟ كيف نفهم هذا التبادل الرمزي للإبداع الفني ؟

الخطوة الأخيرة - أرتب أفكاري و أقوم بصياغة تمهيد مناسب للمجزوءة و مفاهيمها.

👈 يقصد بالفاعلية و الإبداع ذلك النشاط الإنساني الذي تمكن الإنسان بموجبه من تحويل أشياء العالم الخارجي من جهة أولى إلى أشياء مصنوعة و ذات منفعة بالنسبة له ، و من جهة ثانية إلى أشياء ذات بعد جمالي . إنها ترجمة لرفض هذا الكائن العاقل المفكر أن يعيش في الوجود كما تعيش باقي الكائنات .
👈 الإنسان إذا ليس فقط كائنا بيولوجيا محكوما بمحددات طبيعية ، و إنما هو ذات قادرة على تجاوز الشرط الطبيعي و تغيير صورة العالم باستعمال المحددات الطبيعية ذاتها. و من ثمة إنتاج و إبداع أشكال جديدة من الوجود ، و لأجل ذلك صنع الأدوات و عوض بها أعضاء جسده ؛ ثم بعد ذلك طورها لتتخذ شكل تقنية ، و هو في الحالتين معا كان يستند إلى قواعد و قوانين ؛ أي إلى أساس نظري و خطوات منهجية سماها لاحقا " علما ". و نجد حضورا و تجليا في ممارسات و فعاليات بشرية أخرى ، من بينها " الشغل " هذا الأخير عرف تطورا في شكله و شروطه بموازاة مع التطور التقني و العلمي ( التكنولوجي ) .
👈  لم يكتف الإنسان بتحقيق إشباعه الذاتي – الفردي بل إنه سعى تحقيق إشباع جماعي عبر تبادل منتجاته المادية و الرمزية مع الآخرين ، و من ثمة خلق علاقات اجتماعية من أجل تقوية الترابط الاجتماعي . و لأن الإنسان ليس جسدا فقط ، و إنما هو روح كذلك ، فإنه لم يقتصر على إشباع حاجاته المادية ، بل تعداها إلى إشباع حاجاته الروحية من خلال إبداع أعمال فنية تسعى إلى تحقيق مثال الجمال ؛ و كانت نتيجة ذلك انبثاق شكل أخر من الأشكال الدالة على كون الإنسان كائنا مبدعا و خلاقا ، و هذا الشكل هو " الفن " .

تعليقات