الخطوة الأولى - أتأمل الصورة و أستعد : حاول عزيزي المتعلم تأمل الصورة أعلاه ( اضغط عليها للتكبير ) ، و استكشاف الأشياء و العناصر التي تتكون منها.
1 - لنحاول أن نحدد العناصر التي تتكون منها الصورة أعلاه.
👈 تتكون الصورة أعلاه من : أشجار ، نهر ، حيوانات ، إنسان يرتدي ملابس ، أكواخ ، ورود و أزهار .....
👈 لندقق أكثر حول الوضعيات التي يوجد فيها الإنسان في الصورة أعلاه ، لا شك أنك قد حددت وضعيات مختلفة ، لنذكرها :
👈 إنسان يرافق الكلب و في يده مطرقة من الخشب و الحديد .
👈 إنسان يرتدي الملابس و يقوم بقطف بعض النباتات مستعملا معولا ( منجل ).
👈 امرأة بجانبها طفل صغير و هي تطهو طعاما .
2 - لنحاول مجددا أن نحدد العناصر التي تتكون منها الصورة و لكن هذه المرة بدقة :
👈 بشكل عام : أشجار ، نهر ، حيوانات ، مجموعة بشرية، أكواخ ، ورود و أزهار .....
👈 بشكل خاص : لباس ، منجل حديدي ، عصى خشبية ، طعام ، أواني ، أدوات مصنوعة ....
3 - حاول عزيزي المتعلم أن تقوم بتصنيف هذه العناصر وفق مفاهيم ناظمة لها .
👈 ربما قد توصلت إلى أن هناك عناصر تنتمي إلى مجال الطبيعة و آخرى تنتمي إلى مجال الثقافة ، ماهي هذه العناصر ؟
4 - من خلال ما سبق يمكننا إذن أن نحدد معنى الطبيعة من جهة و معنى الثقافة من جهة آخرى ، لنحاول القيام بذلك :
🌏 الطبيعة : تحيل إلى العالم الخارجي الذي تعيش فيه و تتواجد مختلف الكائنات سواء الحية أو الجامدة ، و هي أيضا كل مالم يتدخل الإنسان في صنعه ، فهي إذن كل العناصر المادية التي توجد في الكون كالأشجار ، البحار و الأنهار ، الإنسان و الحيوانات ...
🎭 الثقافة : كل ما قام الإنسان بصنعه و ابتكاره و هي كل ما يجعله متميزا عن باقي الكائنات الآخرى ؛ كطهي الطعام ، الألبسة ، بناء الأكواخ و المنازل ، ممارسة أنشطة يومية كالزراعة و الحصاد ...
1 - لنحاول أن نحدد العناصر التي تتكون منها الصورة أعلاه.
👈 لندقق أكثر حول الوضعيات التي يوجد فيها الإنسان في الصورة أعلاه ، لا شك أنك قد حددت وضعيات مختلفة ، لنذكرها :
👈 إنسان يرافق الكلب و في يده مطرقة من الخشب و الحديد .
👈 إنسان يرتدي الملابس و يقوم بقطف بعض النباتات مستعملا معولا ( منجل ).
👈 امرأة بجانبها طفل صغير و هي تطهو طعاما .
2 - لنحاول مجددا أن نحدد العناصر التي تتكون منها الصورة و لكن هذه المرة بدقة :
👈 بشكل خاص : لباس ، منجل حديدي ، عصى خشبية ، طعام ، أواني ، أدوات مصنوعة ....
3 - حاول عزيزي المتعلم أن تقوم بتصنيف هذه العناصر وفق مفاهيم ناظمة لها .
4 - من خلال ما سبق يمكننا إذن أن نحدد معنى الطبيعة من جهة و معنى الثقافة من جهة آخرى ، لنحاول القيام بذلك :
🎭 الثقافة : كل ما قام الإنسان بصنعه و ابتكاره و هي كل ما يجعله متميزا عن باقي الكائنات الآخرى ؛ كطهي الطعام ، الألبسة ، بناء الأكواخ و المنازل ، ممارسة أنشطة يومية كالزراعة و الحصاد ...
الخطوة الثانية - أناقش ، أتمرن و استثمر معارفي .
1 - حاول أن تقوم بكتابة فقرة مناسبة تتناول فيها تعريف كل من الثقافة و الطبيعة انطلاقا مما سبق :
👈 يحيل مفهوم الطبيعة إلى العناصر المادية الموجودة داخل الكون كالأشجار و الجبال و الأنهار ... أي كل مالم يتدخل في صنعه الإنسان ، بحيث يبقى على حالته الأولى. أما مفهوم الثقافة فيقصد به كل ما يتميز به الإنسان عن الكائنات الآخرى من تقاليد و عادات و أخلاق و فنون ...
2 - تأمل في الصورة أعلاه مجددا ستجد أن الإنسان يختلف عن باقي الكائنات ( الحيوانات مثلا ) ، ماهي هذه الاختلافات ؟
👈 الإنسان في حاجة إلى الملابس عكس الحيوانات ، لماذا ؟ لأنه لم تزوده الطبيعة بفرو يكسي جلده عكس الحيوانات و الكائنات الآخرى فاضطر إلى صناعة الملابس .
👈 الإنسان في حاجة إلى طهي طعامه عكس الكائنات الآخرى .
👈 الإنسان في حاجة إلى بناء أكواخ و منازل عكس غيره من الكائنات ...
3 - لاحظ معي عزيزي المتعلم أن كل هذه الأشياء التي يحتاجها الإنسان ... هل وجدها صدفة في الطبيعة أم قام بصناعتها و ابتكارها ؟
👈 طبعا لم يجدها الإنسان صدفة في الطبيعة بل قام بابتكارها و صناعتها ، لكنها هي في الأصل عناصر طبيعية قام الإنسان بتحويلها إلى مواد يلبي بها حاجياته ، فالكوخ الذي تراه في الصورة مثلا هو في الأصل مجموعة من أخشاب الأشجار ... وقس على ذلك كل العناصر الآخرى ...
👈 لكنه رغم ذلك فهو يتشارك مجموعة من الصفات مع غيره من الكائنات ، ماهي هذه الصفات المتشاركة ؟
👈 كل الكائنات تحتاج إلى مواد القيت ، تجوع ، تمرض ، تتزاوج ...
4 - حاول أن تقوم بكتابة فقرة تتناول فيها كل من الخصائص التي تميز الإنسان عن غيره من الكائنات و الصفات التي يتشاركها معها :
👈 يتواجد الإنسان داخل مجالات الكون بتقاسمه مع مجموعة من الكائنات و الموجودات ، لكنه يختلف عنها بقدرته على الاكتشاف و الابتكار ، فمنذ ظهوره حاول مواجهة الطبيعة و عناصرها ، و من أجل ذلك فقد كان في حاجة ماسة الى مجموعة من الأدوات و التقنيات التي تسهل وجوده في الطبيعة و العيش بها ، و تقوي جوانب ضعفه . لكنه يتشابه مع باقي الكائنات في مجموعة من الصفات و العناصر كحاجته للنوم، الأكل و التزاوج ...
5 - لاشك أنك الأن تطرح مجموعة من الأسئلة حول ما ذكرناه سابقا من قبيل :
👈 كيف يمكن التميز بين ما هو طبيعي و ثقافي عند الإنسان ؟ ماهي مظاهر و تجليات الثقافة عند الإنسان ؟
ما طبيعة العلاقة بين الإنسان و الطبيعة ؟ هل هي علاقة انسجام و تناغم أم مواجهة و تنافر ؟ و ما آثار تدخل الإنسان في الطبيعة ؟ كيف نفهم اختلاف العادات و التقاليد ( عادات الأكل ، الزواج ...) عند الإنسان ؟ ما الذي يوحد الأفراد داخل مجتمع واحد رغم تعدد لغاته و أعرافه ؟ هل تكتمل ثقافة ما بذاتها أم أنها تحتاج إلى الثقافات الآخرى ؟
1 - حاول أن تقوم بكتابة فقرة مناسبة تتناول فيها تعريف كل من الثقافة و الطبيعة انطلاقا مما سبق :
👈 يحيل مفهوم الطبيعة إلى العناصر المادية الموجودة داخل الكون كالأشجار و الجبال و الأنهار ... أي كل مالم يتدخل في صنعه الإنسان ، بحيث يبقى على حالته الأولى. أما مفهوم الثقافة فيقصد به كل ما يتميز به الإنسان عن الكائنات الآخرى من تقاليد و عادات و أخلاق و فنون ...
2 - تأمل في الصورة أعلاه مجددا ستجد أن الإنسان يختلف عن باقي الكائنات ( الحيوانات مثلا ) ، ماهي هذه الاختلافات ؟
👈 الإنسان في حاجة إلى الملابس عكس الحيوانات ، لماذا ؟ لأنه لم تزوده الطبيعة بفرو يكسي جلده عكس الحيوانات و الكائنات الآخرى فاضطر إلى صناعة الملابس .
👈 الإنسان في حاجة إلى طهي طعامه عكس الكائنات الآخرى .
👈 الإنسان في حاجة إلى بناء أكواخ و منازل عكس غيره من الكائنات ...
3 - لاحظ معي عزيزي المتعلم أن كل هذه الأشياء التي يحتاجها الإنسان ... هل وجدها صدفة في الطبيعة أم قام بصناعتها و ابتكارها ؟
👈 طبعا لم يجدها الإنسان صدفة في الطبيعة بل قام بابتكارها و صناعتها ، لكنها هي في الأصل عناصر طبيعية قام الإنسان بتحويلها إلى مواد يلبي بها حاجياته ، فالكوخ الذي تراه في الصورة مثلا هو في الأصل مجموعة من أخشاب الأشجار ... وقس على ذلك كل العناصر الآخرى ...
👈 لكنه رغم ذلك فهو يتشارك مجموعة من الصفات مع غيره من الكائنات ، ماهي هذه الصفات المتشاركة ؟
👈 كل الكائنات تحتاج إلى مواد القيت ، تجوع ، تمرض ، تتزاوج ...
4 - حاول أن تقوم بكتابة فقرة تتناول فيها كل من الخصائص التي تميز الإنسان عن غيره من الكائنات و الصفات التي يتشاركها معها :
👈 يتواجد الإنسان داخل مجالات الكون بتقاسمه مع مجموعة من الكائنات و الموجودات ، لكنه يختلف عنها بقدرته على الاكتشاف و الابتكار ، فمنذ ظهوره حاول مواجهة الطبيعة و عناصرها ، و من أجل ذلك فقد كان في حاجة ماسة الى مجموعة من الأدوات و التقنيات التي تسهل وجوده في الطبيعة و العيش بها ، و تقوي جوانب ضعفه . لكنه يتشابه مع باقي الكائنات في مجموعة من الصفات و العناصر كحاجته للنوم، الأكل و التزاوج ...
5 - لاشك أنك الأن تطرح مجموعة من الأسئلة حول ما ذكرناه سابقا من قبيل :
👈 كيف يمكن التميز بين ما هو طبيعي و ثقافي عند الإنسان ؟ ماهي مظاهر و تجليات الثقافة عند الإنسان ؟ ما طبيعة العلاقة بين الإنسان و الطبيعة ؟ هل هي علاقة انسجام و تناغم أم مواجهة و تنافر ؟ و ما آثار تدخل الإنسان في الطبيعة ؟ كيف نفهم اختلاف العادات و التقاليد ( عادات الأكل ، الزواج ...) عند الإنسان ؟ ما الذي يوحد الأفراد داخل مجتمع واحد رغم تعدد لغاته و أعرافه ؟ هل تكتمل ثقافة ما بذاتها أم أنها تحتاج إلى الثقافات الآخرى ؟
👈 يحيل مفهوم الطبيعة إلى العناصر المادية الموجودة داخل الكون كالأشجار و الجبال و الأنهار ... أي كل مالم يتدخل في صنعه الإنسان ، بحيث يبقى على حالته الأولى. أما مفهوم الثقافة فيقصد به كل ما يتميز به الإنسان عن الكائنات الآخرى من تقاليد و عادات و أخلاق و فنون ...
2 - تأمل في الصورة أعلاه مجددا ستجد أن الإنسان يختلف عن باقي الكائنات ( الحيوانات مثلا ) ، ماهي هذه الاختلافات ؟
👈 الإنسان في حاجة إلى الملابس عكس الحيوانات ، لماذا ؟ لأنه لم تزوده الطبيعة بفرو يكسي جلده عكس الحيوانات و الكائنات الآخرى فاضطر إلى صناعة الملابس .
👈 الإنسان في حاجة إلى طهي طعامه عكس الكائنات الآخرى .
👈 الإنسان في حاجة إلى بناء أكواخ و منازل عكس غيره من الكائنات ...
3 - لاحظ معي عزيزي المتعلم أن كل هذه الأشياء التي يحتاجها الإنسان ... هل وجدها صدفة في الطبيعة أم قام بصناعتها و ابتكارها ؟
👈 طبعا لم يجدها الإنسان صدفة في الطبيعة بل قام بابتكارها و صناعتها ، لكنها هي في الأصل عناصر طبيعية قام الإنسان بتحويلها إلى مواد يلبي بها حاجياته ، فالكوخ الذي تراه في الصورة مثلا هو في الأصل مجموعة من أخشاب الأشجار ... وقس على ذلك كل العناصر الآخرى ...
👈 لكنه رغم ذلك فهو يتشارك مجموعة من الصفات مع غيره من الكائنات ، ماهي هذه الصفات المتشاركة ؟
👈 كل الكائنات تحتاج إلى مواد القيت ، تجوع ، تمرض ، تتزاوج ...
4 - حاول أن تقوم بكتابة فقرة تتناول فيها كل من الخصائص التي تميز الإنسان عن غيره من الكائنات و الصفات التي يتشاركها معها :
👈 يتواجد الإنسان داخل مجالات الكون بتقاسمه مع مجموعة من الكائنات و الموجودات ، لكنه يختلف عنها بقدرته على الاكتشاف و الابتكار ، فمنذ ظهوره حاول مواجهة الطبيعة و عناصرها ، و من أجل ذلك فقد كان في حاجة ماسة الى مجموعة من الأدوات و التقنيات التي تسهل وجوده في الطبيعة و العيش بها ، و تقوي جوانب ضعفه . لكنه يتشابه مع باقي الكائنات في مجموعة من الصفات و العناصر كحاجته للنوم، الأكل و التزاوج ...
5 - لاشك أنك الأن تطرح مجموعة من الأسئلة حول ما ذكرناه سابقا من قبيل :
👈 كيف يمكن التميز بين ما هو طبيعي و ثقافي عند الإنسان ؟ ماهي مظاهر و تجليات الثقافة عند الإنسان ؟ ما طبيعة العلاقة بين الإنسان و الطبيعة ؟ هل هي علاقة انسجام و تناغم أم مواجهة و تنافر ؟ و ما آثار تدخل الإنسان في الطبيعة ؟ كيف نفهم اختلاف العادات و التقاليد ( عادات الأكل ، الزواج ...) عند الإنسان ؟ ما الذي يوحد الأفراد داخل مجتمع واحد رغم تعدد لغاته و أعرافه ؟ هل تكتمل ثقافة ما بذاتها أم أنها تحتاج إلى الثقافات الآخرى ؟
الخطوة الثالثة - أبني و أركب مدخلا عاما ( منفتحا على برنامج المجزوءة في الكتاب المدرسي ) .
تحيل جدلية الطبيعة و الثقافة على مفارقات طبعت مسيرة الإنسان ( و فكره) داخل الكون ، فقد تدرج الإنسان في علاقته مع الطبيعة من طور التقديس والخوف والابتهال لقواها المختلفة [1]، إلى طور التعرف على قوانينها، ومن ثمة إلى السيطرة عليها [2]، مؤسسا من خلال هذا التدرج نظامه و عالمه الثقافي . لقد كانت علاقته بها علاقة صراع متواصل من أجل البقاء على قيد الحياة، خائفا من ظواهرها الغريبة و مفزوعا من وحوشها و عناصرها المرعبة ، مكتفيا في البداية بما تقدمه من طعام و شراب و كهوف جاهزة . ليبدأ في التفاعل معها من خلال تحويلها لأدوات و تقنيات مكنته من التغلب على ضعفه و واجه بها جبروتها ، مما ساهم في تطوير سلوكاته على عكس الكائنات الآخرى ( الحيوانات ) فها هو يسلخ جلود الحيوانات و يتخذها لباسا له ، و ها هو يحول أغصان الأشجار إلى أكواخ و بيوت يحتمي بها ... ما سيجعل علاقته بالطبيعة تنتقل إلى مستوى صراع جديد هو التعرف عليها و على قوانينها [3] ، ممهدا بذلك لمستوى آخر هو السيطرة عليها و التنبؤ بظواهرها .
لقد سمح هذا التدرج للإنسان بالانتقال من عالم الطبيعة إلى عالم الثقافة ، إذ يمكن ملامسته من خلال تمييز بسيط - باعتباره عملية سهلة و مباشرة - بين الأشياء الجاهزة في الطبيعة و الأشياء التي قام بصناعتها . بيد أن طرح الإنسان لذاته داخل الطبيعة ، في مواجهة مع عناصرها و ظواهرها ، يجعل هذا التمييز أمرا صعبا . فالطبيعة تشكل بمكوناتها و ظواهرها ، عنصر غرابة و ألفة للإنسان ؛ فكل الظواهر التي تمكن الإنسان من فك لغزها و شفراتها ، و تمثلها بالفكر تصبح ظواهر اعتيادية بالنسبة له و لا تصبح غريبة أمامه ، فكلما تمكن و نجح من فكها كلما أزال الغرابة و وسع مجال الألفة معها و مع الطبيعة .لكن ورغم ما تميز به الإنسان منذ ظهوره ، من تفكير و قدرة على فهم ما يحيط به ، لا تزال بعض الظواهر تثير قلقه ، ذلك أن آليات عمل الطبيعة كثيرا ما تفلت من الفهم الدقيق لكيفية اشتغالها [4]، و هو ما يدفعه باستمرار إلى المزيد من البحث و بذل الجهد في الإنتاج و المعرفة و الإبداع . مما سيفرض عليه تقوية مكانته داخل العالم الثقافي الذي خلقه ، حتى يضمن حماية أكبر لوجوده و لاستمراريته.
إن الإنسان بإنتاجه للثقافة في مختلف تمظهراتها و تجلياتها ؛ التقنية ، العلمية ، المعمارية و الفنية ... قد تمكن من التسامي على باقي مكونات الطبيعة سواء الكائنات الحية منها أو غيرها ، مما أدى به إلى الاعتزاز بنفسه ، ليتفاجأ من جديد بمواجهات مع بني جنسه ، إنها مواجهات للآخر و للغير في وضعيات أكثرا تعقيدا . فاختلاف الثقافات و تعددها و تعارض المصالح بين الجماعات البشرية المنضوية تحثها سيجعل الصراع يتخذ أبعادا جديدة و يخلق رهانات صعبة ، و يصبح أمامه حلان : إما إحداث السلم و التعايش و دعم الترابط بين البشر ، و إما قيام الحرب و انتشار العنف و الدمار بين الناس .إن المواجهة التي دخل فيها الإنسان منذ ظهوره مع الطبيعة و عناصرها من جهة ، و بين بني جنسه من جهة ثانية ، تجعله أمام أمر الواقع ؛ إعادة النظر في علاقته بالطبيعة و اغناء ثقافته و تطويرها لتحقيق غايات إنسانية منشودة بقيم إنسانية ، و لعل الفلسفة اليوم تضع هذا الرهان أمام أعينها من خلال المساهمة في بناء تفكير و قيم تنسجم و ذلك.
☝ بناء عما سبق يمكننا إذن تأطير مجال المفارقات التي طبعت مسيرة الإنسان مع ذاته و مع الطبيعة و العالم الخارجي وفق أربعة محاور كبرى :
👈 تطور مفهوما الطبيعة و الثقافة : يهدف هذا المحور إلى التمييز بين الطبيعة و الثقافة - بين الفطري و المكتسب - و الحدود الفاصلة بينهما ؛ من خلال تحديد دلالة كل منهما ، و أين تنتهي الطبيعة و تبدأ الثقافة . و يمكن تناول إشكالياته على الشكل التالي : ما المقصود بالطبيعة ؟ بالثقافة ؟ كيف نميز بين الطبيعة و الثقافة ؟
👈 الإنسان و الثقافة : يعالج هذا المحور مظاهر الثقافة لدى الإنسان و تجلياتها ، تتفرع عنه ثلاثة مظاهر كبرى تثير أنماط معينة من الثقافة الإنسانية و هي : اللغة ، المؤسسات ، العيش و التبادل . و يمكن تناول إشكالياته على الشكل التالي :ما العلامة / النمط المميز لكون الإنسان ثقافي ؟ كيف يمكن تحديد معالم الثقافة عند الإنسان ؟ ما مظاهر الثقافة لدى الإنسان؟
👈 الإنسان و الطبيعة : يعالج هذا المحور علاقة الإنسان بالطبيعة ؛ فقد حاول الإنسان منذ ظهوره الانسجام معها مما جعله في مواجهة دائمة معها و مع عناصرها و مخاطرها و لن يتحقق ذلك إلا بمحاولة معرفتها و من ثمة إلى تحويلها و محاولة السيطرة عليها . و يمكن تناول إشكالياته على الشكل التالي : هل يمكن اعتبار الإنسان مؤثرا على الطبيعة أم متأثرا بها ؟ أم هما معا ؟ ما طبيعة العلاقة بين الإنسان و الطبيعة ؟ هل هي علاقة انسجام أم تنافر ؟ ما آثار تدخل الإنسان فيها ؟ هل يحتاج الوضع الحالي للإنسان ( في عصرنا ) إلى الحد من تدخله في الطبيعة ؟
👈 تعدد الثقافات بين الصراع و الحوار أو التعايش : يناقش هذا المحور الارتقاء الى مستوى التعايش السلمي بين الثقافات و الجماعات البشرية من خلال تجاوز الصراع الذي ينشأ عندما يتم التمركز حول العرق ، الدين و اللغة ... و لن يتأتى ذلك إلا بالوقوف على مستوى وجود الثقافة الكونية و دور كل ثقافة لجماعة معينة في تطور التاريخ الإنساني . و يمكن تناول إشكاليته على الشكل التالي : ما الذي يوحد مجتمعا ما رغم تعدد لغاته و دياناته و أعرافه ؟ هل تعدد الثقافات يحيل على كونها متنافرة أم أنها مجرد تمظهر للثقافة الكونية الواحدة ؟ هل يمكن لثقافة معينة أن تستغني عن الثقافات الآخرى و تحقق اكتمالها الذاتي ؟ أم أنها تحتاج إلى التلاقح و التفاعل مع غيرها ؟ هل يتم هذا التفاعل على شكل صراع أم تعايش ؟
________________________________________
[1] كان الإنسان في الماضي يخاف من أبسط الظواهر الطبيعية و من قواها كالزلازل و البراكين ... مما أدى به إلى تقديسها من خلال القيام بمجموعة من الطقوس لذرئها ، فقد كان يعتبر الزلازل مثلا غضب الآلهة على الإنسان لارتكابه معصية ما ...
[2] أصبح الإنسان منذ عصر النهضة قادرا على تملك الطبيعة بفضل معرفته لقوانينها و طرق اشتغالها و قد ساهم في ذلك الفكر الفلسفي و العلمي ... ( راجع هذا الموضوع )
[3] لا تقدم الطبيعة نفسها على نحو بسيط للإنسان بل هو مطالب بسبر أغوارها من خلال الفكر الفلسفي العملي و الفكر العلمي التجريبي ...
[4] رغم ما راكمه الإنسان على مدى تاريخ وجوده فإن بعض الظواهر الطبيعية و قوانين تطورها لا تزال تشكل بالنسبة إليه لغزا محيرا ، فمثلا رغم التطور العلمي و الطبي الذي نشهده اليوم إلا أن فيروس "كورونا" لا يزال مستعصيا على الفهم و التحكم به ...
تحيل جدلية الطبيعة و الثقافة على مفارقات طبعت مسيرة الإنسان ( و فكره) داخل الكون ، فقد تدرج الإنسان في علاقته مع الطبيعة من طور التقديس والخوف والابتهال لقواها المختلفة [1]، إلى طور التعرف على قوانينها، ومن ثمة إلى السيطرة عليها [2]، مؤسسا من خلال هذا التدرج نظامه و عالمه الثقافي . لقد كانت علاقته بها علاقة صراع متواصل من أجل البقاء على قيد الحياة، خائفا من ظواهرها الغريبة و مفزوعا من وحوشها و عناصرها المرعبة ، مكتفيا في البداية بما تقدمه من طعام و شراب و كهوف جاهزة . ليبدأ في التفاعل معها من خلال تحويلها لأدوات و تقنيات مكنته من التغلب على ضعفه و واجه بها جبروتها ، مما ساهم في تطوير سلوكاته على عكس الكائنات الآخرى ( الحيوانات ) فها هو يسلخ جلود الحيوانات و يتخذها لباسا له ، و ها هو يحول أغصان الأشجار إلى أكواخ و بيوت يحتمي بها ... ما سيجعل علاقته بالطبيعة تنتقل إلى مستوى صراع جديد هو التعرف عليها و على قوانينها [3] ، ممهدا بذلك لمستوى آخر هو السيطرة عليها و التنبؤ بظواهرها .
لقد سمح هذا التدرج للإنسان بالانتقال من عالم الطبيعة إلى عالم الثقافة ، إذ يمكن ملامسته من خلال تمييز بسيط - باعتباره عملية سهلة و مباشرة - بين الأشياء الجاهزة في الطبيعة و الأشياء التي قام بصناعتها . بيد أن طرح الإنسان لذاته داخل الطبيعة ، في مواجهة مع عناصرها و ظواهرها ، يجعل هذا التمييز أمرا صعبا . فالطبيعة تشكل بمكوناتها و ظواهرها ، عنصر غرابة و ألفة للإنسان ؛ فكل الظواهر التي تمكن الإنسان من فك لغزها و شفراتها ، و تمثلها بالفكر تصبح ظواهر اعتيادية بالنسبة له و لا تصبح غريبة أمامه ، فكلما تمكن و نجح من فكها كلما أزال الغرابة و وسع مجال الألفة معها و مع الطبيعة .لكن ورغم ما تميز به الإنسان منذ ظهوره ، من تفكير و قدرة على فهم ما يحيط به ، لا تزال بعض الظواهر تثير قلقه ، ذلك أن آليات عمل الطبيعة كثيرا ما تفلت من الفهم الدقيق لكيفية اشتغالها [4]، و هو ما يدفعه باستمرار إلى المزيد من البحث و بذل الجهد في الإنتاج و المعرفة و الإبداع . مما سيفرض عليه تقوية مكانته داخل العالم الثقافي الذي خلقه ، حتى يضمن حماية أكبر لوجوده و لاستمراريته.
إن الإنسان بإنتاجه للثقافة في مختلف تمظهراتها و تجلياتها ؛ التقنية ، العلمية ، المعمارية و الفنية ... قد تمكن من التسامي على باقي مكونات الطبيعة سواء الكائنات الحية منها أو غيرها ، مما أدى به إلى الاعتزاز بنفسه ، ليتفاجأ من جديد بمواجهات مع بني جنسه ، إنها مواجهات للآخر و للغير في وضعيات أكثرا تعقيدا . فاختلاف الثقافات و تعددها و تعارض المصالح بين الجماعات البشرية المنضوية تحثها سيجعل الصراع يتخذ أبعادا جديدة و يخلق رهانات صعبة ، و يصبح أمامه حلان : إما إحداث السلم و التعايش و دعم الترابط بين البشر ، و إما قيام الحرب و انتشار العنف و الدمار بين الناس .إن المواجهة التي دخل فيها الإنسان منذ ظهوره مع الطبيعة و عناصرها من جهة ، و بين بني جنسه من جهة ثانية ، تجعله أمام أمر الواقع ؛ إعادة النظر في علاقته بالطبيعة و اغناء ثقافته و تطويرها لتحقيق غايات إنسانية منشودة بقيم إنسانية ، و لعل الفلسفة اليوم تضع هذا الرهان أمام أعينها من خلال المساهمة في بناء تفكير و قيم تنسجم و ذلك.
☝ بناء عما سبق يمكننا إذن تأطير مجال المفارقات التي طبعت مسيرة الإنسان مع ذاته و مع الطبيعة و العالم الخارجي وفق أربعة محاور كبرى :
👈 تطور مفهوما الطبيعة و الثقافة : يهدف هذا المحور إلى التمييز بين الطبيعة و الثقافة - بين الفطري و المكتسب - و الحدود الفاصلة بينهما ؛ من خلال تحديد دلالة كل منهما ، و أين تنتهي الطبيعة و تبدأ الثقافة . و يمكن تناول إشكالياته على الشكل التالي : ما المقصود بالطبيعة ؟ بالثقافة ؟ كيف نميز بين الطبيعة و الثقافة ؟
👈 الإنسان و الثقافة : يعالج هذا المحور مظاهر الثقافة لدى الإنسان و تجلياتها ، تتفرع عنه ثلاثة مظاهر كبرى تثير أنماط معينة من الثقافة الإنسانية و هي : اللغة ، المؤسسات ، العيش و التبادل . و يمكن تناول إشكالياته على الشكل التالي :ما العلامة / النمط المميز لكون الإنسان ثقافي ؟ كيف يمكن تحديد معالم الثقافة عند الإنسان ؟ ما مظاهر الثقافة لدى الإنسان؟
👈 الإنسان و الطبيعة : يعالج هذا المحور علاقة الإنسان بالطبيعة ؛ فقد حاول الإنسان منذ ظهوره الانسجام معها مما جعله في مواجهة دائمة معها و مع عناصرها و مخاطرها و لن يتحقق ذلك إلا بمحاولة معرفتها و من ثمة إلى تحويلها و محاولة السيطرة عليها . و يمكن تناول إشكالياته على الشكل التالي : هل يمكن اعتبار الإنسان مؤثرا على الطبيعة أم متأثرا بها ؟ أم هما معا ؟ ما طبيعة العلاقة بين الإنسان و الطبيعة ؟ هل هي علاقة انسجام أم تنافر ؟ ما آثار تدخل الإنسان فيها ؟ هل يحتاج الوضع الحالي للإنسان ( في عصرنا ) إلى الحد من تدخله في الطبيعة ؟
👈 تعدد الثقافات بين الصراع و الحوار أو التعايش : يناقش هذا المحور الارتقاء الى مستوى التعايش السلمي بين الثقافات و الجماعات البشرية من خلال تجاوز الصراع الذي ينشأ عندما يتم التمركز حول العرق ، الدين و اللغة ... و لن يتأتى ذلك إلا بالوقوف على مستوى وجود الثقافة الكونية و دور كل ثقافة لجماعة معينة في تطور التاريخ الإنساني . و يمكن تناول إشكاليته على الشكل التالي : ما الذي يوحد مجتمعا ما رغم تعدد لغاته و دياناته و أعرافه ؟ هل تعدد الثقافات يحيل على كونها متنافرة أم أنها مجرد تمظهر للثقافة الكونية الواحدة ؟ هل يمكن لثقافة معينة أن تستغني عن الثقافات الآخرى و تحقق اكتمالها الذاتي ؟ أم أنها تحتاج إلى التلاقح و التفاعل مع غيرها ؟ هل يتم هذا التفاعل على شكل صراع أم تعايش ؟
________________________________________
[1] كان الإنسان في الماضي يخاف من أبسط الظواهر الطبيعية و من قواها كالزلازل و البراكين ... مما أدى به إلى تقديسها من خلال القيام بمجموعة من الطقوس لذرئها ، فقد كان يعتبر الزلازل مثلا غضب الآلهة على الإنسان لارتكابه معصية ما ...
[2] أصبح الإنسان منذ عصر النهضة قادرا على تملك الطبيعة بفضل معرفته لقوانينها و طرق اشتغالها و قد ساهم في ذلك الفكر الفلسفي و العلمي ... ( راجع هذا الموضوع )
[3] لا تقدم الطبيعة نفسها على نحو بسيط للإنسان بل هو مطالب بسبر أغوارها من خلال الفكر الفلسفي العملي و الفكر العلمي التجريبي ...
[4] رغم ما راكمه الإنسان على مدى تاريخ وجوده فإن بعض الظواهر الطبيعية و قوانين تطورها لا تزال تشكل بالنسبة إليه لغزا محيرا ، فمثلا رغم التطور العلمي و الطبي الذي نشهده اليوم إلا أن فيروس "كورونا" لا يزال مستعصيا على الفهم و التحكم به ...
لقد سمح هذا التدرج للإنسان بالانتقال من عالم الطبيعة إلى عالم الثقافة ، إذ يمكن ملامسته من خلال تمييز بسيط - باعتباره عملية سهلة و مباشرة - بين الأشياء الجاهزة في الطبيعة و الأشياء التي قام بصناعتها . بيد أن طرح الإنسان لذاته داخل الطبيعة ، في مواجهة مع عناصرها و ظواهرها ، يجعل هذا التمييز أمرا صعبا . فالطبيعة تشكل بمكوناتها و ظواهرها ، عنصر غرابة و ألفة للإنسان ؛ فكل الظواهر التي تمكن الإنسان من فك لغزها و شفراتها ، و تمثلها بالفكر تصبح ظواهر اعتيادية بالنسبة له و لا تصبح غريبة أمامه ، فكلما تمكن و نجح من فكها كلما أزال الغرابة و وسع مجال الألفة معها و مع الطبيعة .لكن ورغم ما تميز به الإنسان منذ ظهوره ، من تفكير و قدرة على فهم ما يحيط به ، لا تزال بعض الظواهر تثير قلقه ، ذلك أن آليات عمل الطبيعة كثيرا ما تفلت من الفهم الدقيق لكيفية اشتغالها [4]، و هو ما يدفعه باستمرار إلى المزيد من البحث و بذل الجهد في الإنتاج و المعرفة و الإبداع . مما سيفرض عليه تقوية مكانته داخل العالم الثقافي الذي خلقه ، حتى يضمن حماية أكبر لوجوده و لاستمراريته.
إن الإنسان بإنتاجه للثقافة في مختلف تمظهراتها و تجلياتها ؛ التقنية ، العلمية ، المعمارية و الفنية ... قد تمكن من التسامي على باقي مكونات الطبيعة سواء الكائنات الحية منها أو غيرها ، مما أدى به إلى الاعتزاز بنفسه ، ليتفاجأ من جديد بمواجهات مع بني جنسه ، إنها مواجهات للآخر و للغير في وضعيات أكثرا تعقيدا . فاختلاف الثقافات و تعددها و تعارض المصالح بين الجماعات البشرية المنضوية تحثها سيجعل الصراع يتخذ أبعادا جديدة و يخلق رهانات صعبة ، و يصبح أمامه حلان : إما إحداث السلم و التعايش و دعم الترابط بين البشر ، و إما قيام الحرب و انتشار العنف و الدمار بين الناس .إن المواجهة التي دخل فيها الإنسان منذ ظهوره مع الطبيعة و عناصرها من جهة ، و بين بني جنسه من جهة ثانية ، تجعله أمام أمر الواقع ؛ إعادة النظر في علاقته بالطبيعة و اغناء ثقافته و تطويرها لتحقيق غايات إنسانية منشودة بقيم إنسانية ، و لعل الفلسفة اليوم تضع هذا الرهان أمام أعينها من خلال المساهمة في بناء تفكير و قيم تنسجم و ذلك.
☝ بناء عما سبق يمكننا إذن تأطير مجال المفارقات التي طبعت مسيرة الإنسان مع ذاته و مع الطبيعة و العالم الخارجي وفق أربعة محاور كبرى :
👈 تطور مفهوما الطبيعة و الثقافة : يهدف هذا المحور إلى التمييز بين الطبيعة و الثقافة - بين الفطري و المكتسب - و الحدود الفاصلة بينهما ؛ من خلال تحديد دلالة كل منهما ، و أين تنتهي الطبيعة و تبدأ الثقافة . و يمكن تناول إشكالياته على الشكل التالي : ما المقصود بالطبيعة ؟ بالثقافة ؟ كيف نميز بين الطبيعة و الثقافة ؟
👈 الإنسان و الثقافة : يعالج هذا المحور مظاهر الثقافة لدى الإنسان و تجلياتها ، تتفرع عنه ثلاثة مظاهر كبرى تثير أنماط معينة من الثقافة الإنسانية و هي : اللغة ، المؤسسات ، العيش و التبادل . و يمكن تناول إشكالياته على الشكل التالي :ما العلامة / النمط المميز لكون الإنسان ثقافي ؟ كيف يمكن تحديد معالم الثقافة عند الإنسان ؟ ما مظاهر الثقافة لدى الإنسان؟
👈 الإنسان و الطبيعة : يعالج هذا المحور علاقة الإنسان بالطبيعة ؛ فقد حاول الإنسان منذ ظهوره الانسجام معها مما جعله في مواجهة دائمة معها و مع عناصرها و مخاطرها و لن يتحقق ذلك إلا بمحاولة معرفتها و من ثمة إلى تحويلها و محاولة السيطرة عليها . و يمكن تناول إشكالياته على الشكل التالي : هل يمكن اعتبار الإنسان مؤثرا على الطبيعة أم متأثرا بها ؟ أم هما معا ؟ ما طبيعة العلاقة بين الإنسان و الطبيعة ؟ هل هي علاقة انسجام أم تنافر ؟ ما آثار تدخل الإنسان فيها ؟ هل يحتاج الوضع الحالي للإنسان ( في عصرنا ) إلى الحد من تدخله في الطبيعة ؟
👈 تعدد الثقافات بين الصراع و الحوار أو التعايش : يناقش هذا المحور الارتقاء الى مستوى التعايش السلمي بين الثقافات و الجماعات البشرية من خلال تجاوز الصراع الذي ينشأ عندما يتم التمركز حول العرق ، الدين و اللغة ... و لن يتأتى ذلك إلا بالوقوف على مستوى وجود الثقافة الكونية و دور كل ثقافة لجماعة معينة في تطور التاريخ الإنساني . و يمكن تناول إشكاليته على الشكل التالي : ما الذي يوحد مجتمعا ما رغم تعدد لغاته و دياناته و أعرافه ؟ هل تعدد الثقافات يحيل على كونها متنافرة أم أنها مجرد تمظهر للثقافة الكونية الواحدة ؟ هل يمكن لثقافة معينة أن تستغني عن الثقافات الآخرى و تحقق اكتمالها الذاتي ؟ أم أنها تحتاج إلى التلاقح و التفاعل مع غيرها ؟ هل يتم هذا التفاعل على شكل صراع أم تعايش ؟
________________________________________
[1] كان الإنسان في الماضي يخاف من أبسط الظواهر الطبيعية و من قواها كالزلازل و البراكين ... مما أدى به إلى تقديسها من خلال القيام بمجموعة من الطقوس لذرئها ، فقد كان يعتبر الزلازل مثلا غضب الآلهة على الإنسان لارتكابه معصية ما ...
[2] أصبح الإنسان منذ عصر النهضة قادرا على تملك الطبيعة بفضل معرفته لقوانينها و طرق اشتغالها و قد ساهم في ذلك الفكر الفلسفي و العلمي ... ( راجع هذا الموضوع )
[3] لا تقدم الطبيعة نفسها على نحو بسيط للإنسان بل هو مطالب بسبر أغوارها من خلال الفكر الفلسفي العملي و الفكر العلمي التجريبي ...
[4] رغم ما راكمه الإنسان على مدى تاريخ وجوده فإن بعض الظواهر الطبيعية و قوانين تطورها لا تزال تشكل بالنسبة إليه لغزا محيرا ، فمثلا رغم التطور العلمي و الطبي الذي نشهده اليوم إلا أن فيروس "كورونا" لا يزال مستعصيا على الفهم و التحكم به ...
تعليقات
إرسال تعليق